مخترع جهاز السحب الآلي
صفحة 1 من اصل 1
16022012
مخترع جهاز السحب الآلي
مخترع جهاز السحب الآلي ATM
شيفرد بارون.. مات دون براءة اختراع
جون شيفرد بارون الذي توفي عن عمر ناهز الـ 84 عاما يعتبر، وعلى نطاق واسع، مخترع جهاز السحب الآلي (ATM) او صراف الكاش، الذي يستخدمه ملايين البشر في جميع انحاء العالم، كان وصفه بول فولكر، الرئيس الاسبق لمجلس الاحتياطي الفدرالي بانه الاختراع الوحيد المهم الذي جادت به صناعة الخدمات المالية.
بارون كان في طريقه في احد ايام السبت من عام 1965، عندما وصل الى مصرفه بعد دقيقة واحدة فقط على اغلاقه في وقت الغداء، في تلك اللحظة بالذات حل الالهام عليه، ومرت فكرة ألمعية في ذهنه، فقال لنفسه، اذا كان بالامكان الحصول على لوح شوكولاتة من جهاز آلي في اي وقت في اليوم، فلماذا لا يحصل ذلك مع الاوراق النقدية ايضا؟
بصفته رئيسا تنفيذيا «لدى لارو انسترومينتس»، وهي جزء من مجموعة تتخذ من لندن مقرا لها، وتطبع الشيكات واوراق النقد، جاء بفكرة الشيك المطلي بالكربون 14، او الكربون المشع. وعندما يقترن ذلك مع رقم تعريف شخصي (PIN)، فان ذلك سيسمح للجهاز الآلي بالتعرف الى الزبون. وعندما اشير اليه ان النشاط الاشعاعي لكربون 14 غير قوي، اجاب بمزحة استكلندية جافة: «لقد خرجت بنتيجة ان عليك ان تأكل 136 الف شيك ليكون لها تأثير عليك».
في الجمعة التي تلت ذلك المسار الملهم، اصطدم بمدير تنفيذي كبير يعمل في بنك باركليز، فطلب ان يأخذ من وقته 90 ثانية فقط. في غضون 85 ثانية اشترى رجل باركليز الفكرة.
ولادة PIN كود
فكر شيفرد بارون في رقمه للخدمة الوطنية عندما رأى ان يستخدم ستة ارقام لرقم التعريف الشخصي (PIN)، غير ان زوجته كارولين، ابنة السير كينيث كوراي، رئيس مجلس الادارة السابق لرويال بنك اوف سكوتلند رأت انها وغيرها سيجدون صعوبة في تذكير اكثر من اربعة ارقام. وهكذا ولد رقم التعريف الشخصي (PIN) المكون من اربعة ارقام، وكشف النقاب عن اول جهاز آلي لتوزيع النقد خارج بنك باركليز في اينفيلد، في شمال لندن في 27 يونيو 1967 على يد نجم الكوميديا البريطاني ريغ فارني.
لقب الجهاز بالصراف الآلي «الكاشير الروبوت»، وكان يوزع 10 ورقات نقدية بقيمة جنيه واحد، التي كما لاحظ شيفرد بارون «كانت كافية لعطلة نهاية أسبوع جديد وجامحة في تلك الأيام». ورسمياً كان الجهاز يحمل اسم DACS De La Rue Automatic cash System ثم ابتدع مصطلح جهاز السحب الآلي ATM لاحقاً.
خسارة براءة الاختراع
بعد سنوات لاحقة، تحول الصراف الآلي (الكاشير الروبوت) إلى قضية مثيرة للجدل. فشيفرد بارون لم يسجل براءة اختراعه أبداً. وكان محامو باركليز نصحوا بأن تسجيل براءة الاختراع تعني الكشف عن نظام التشفير، وفي ذلك دعوة المحتالين لاختراق الشيفرة. وحين منح شيفرد بارون وسام OBE من قبل الملكة في 2005 نظير خدماته التي قدمها للقطاع المصرفي، تقدم اسكتلندي آخر وهو جيمس غودفيلو، الذي لعب هو الآخر دوراً أساسياً في تطور أجهزة صرف النقدي وأعلن انه يملك براءة اختراع بريطانية في عام 1966.
ولا شك ان الفضل يعود الى غودفيلو في دفع جهاز السحب الآلي إلى مستوى جديد من خلال تطوير البطاقة البلاستيكية المشفرة وتكنولوجيا رقم التعريف الشخصي PIN المنفذة بواسطة الكمبيوتر المستخدمة حالياً في نحو مليوني جهاز سحب آلي. وصحيح أيضاً انه حتى قبل هذين الاسكتلنديين، فكر آخرون في أجهزة صرف النقد. فالأميركي جورج سيمجيان ابتكر جهازا يوضع في ثقب في الجدار جربه «سيتي غروب» في 1939 لكنه لم يستقطب الكثير من الزبائن.
ويدين الاتحاد العالمي لصناعة أجهزة السحب الآلي -من دون أدني شك- لشيفرد بارون باختراع أول جهاز لصرف النقد ووصفه بأنه «رجل ذو رؤية تكنولوجية». بل انه قارنه أيضاً بألكسندر غراهام بيل، مخترع الهاتف.
لامبالاة
بعد وقت قصير على افتتاح باركليز لأول جهاز سحب آلي، حمل شيفرد بارون الفكرة إلى مؤتمر حضره 2000 من المصرفيين الأميركيين وقدم كتيب مبيعات إلى كل مبعوث ومشارك. لقيت كلمته ترحيباً واستحساناً في المؤتمر، حين قال «فكرة أوروبية حمقاء لن تجد من يشتريها في أميركا»، وقد خلف الحضور 1986 كتيباً وراءهم، تاركين إياها على المقاعد بعد انتهاء المؤتمر. لكن أحد المبعوثين ممن أخذ الكتيب كان من بنك فيرست بينسيلفانيا، الذي طلب 6 من «هذه البدعة الجديدة».
وحين حمل فكرته إلى اليابان، قيل له: شكراً جزيلاً، سنعمل على تطوير أجهزتنا الخاصة. ومع ذلك سندفع رسوم الحقوق الأدبية للفكرة لمدة سبع سنوات.
من الهند إلى بريطانيا فمنهاتن وأخيرا اسكوتلندا
ولد جون أدريان بارون في 1925 في شيلونغ التي كانت تعرف حينئذ بـ «اسكتلندا الشرق» وهي الآن عاصمة ولاية ميغالايا الهندية. والده ويلفريد بارون كان مهندسا في البحرية العسكرية في حين كانت والدته دوروثي «دولي» شيفرد لاعبة تنس من الطراز العالمي، وتتخذ شيفرد بارون كاسم للعائلة، وهو ما أخذه ابنها منها وبات يستخدمه أيضا. وقد فازت بدورة ويمبلدون للتنس لزوجي السيدات في عام 1931.
جون الصغير الذي أرسل مع مربيته إلى بريطانيا، اعتبر نفسه «آخر أبناء حاكم الهند راج». تعلم في مدرسة ستو وجامعة ايدنبرغ وكلية ترنتي، كامبردج. وتخللت فترة دراسته الحرب العالمية الثانية الأمر الذي أدى إلى انقطاعه خلالها عن الدراسة. وخدم الفرقة السادسة المحمولة جوا في بورما وفلسطين.
انضم إلى مجموعة دي لا رو في 1950، واحدة من أولى أفكاره الناجحة كانت أن يجعل من كوبونات مسحوق الغسيل بيرسيل تبدو وكأنها أوراق نقد حقيقية لتعزيز المبيعات لربات المنازل.
عاش في مانهاتن خلال عقد الستينات، وقد أعجبته فكرة العربات المدرعة التابعة لـ «ويلز فارغو» لنقل الأموال من وإلى البنوك ونقل الفكرة إلى بريطانيا. وبعد إبرام عقد بين دي لا رو وويلز فارغو، أصبح أول رئيس للشركة التابعة الجديدة «سكيوريتي اكسبريس» التي قفزت مبيعاتها بعد حادثة السطو المسلح الشهيرة على القطار في بريطانيا عام 1963.
في 1985، تقاعد شيفرد بارون في منزل ريفي اسكتلندي، حيث كان يقضي وقته بالاستمتاع بالصيد والرماية وتربية الحلزون وتشجيع الاستثمار في المنطقة بصفته رئيسا من دون أجر لمؤسسة روس آند كرومارتي. وللابقاء على حيوانات الفقمة المفترسة بعيدا عن مزارع السلمون، ابتكر مكبرات للصوت تحاكي صوت الحوت القاتل، لكنه اعترف بأن ذلك الاختراع كان أقل نجاحا من فكرة أجهزة الحاسب الآلي.
سنوات مهمة في حياته
1950 انضم جون بارون الى مجموعة دي لارو وكانت اولى افكاره جعل كوبونات مسحوق الغسيل «برسيل» تظهر وكأنها اوراق نقدية حقيقية لتعزيز المبيعات.
1963 ابدى اهتماما بفكرة العربات المدرعة التي كانت تابعة لــ «ويلز فارغو» لنقل الاموال بين البنوك ونقل الفكرة الى بريطانيا.
1965 بعد وصوله متأخرا الى مصرفه فكر جون شيفرد بارون بطريقة للحصول على الاوراق النقدية كما يتم الحصول على لوح شوكولاتة من جهاز آلي.
1967 تم الكشف عن اول جهاز آلي لتوزيع النقد تابع لبنك باركليز في اينفيلد شمال لندن عن طريق نجم الكوميديا البريطاني ريغ فارني.
1985 تقاعد شيفرد بارون في منزل ريفي اسكتلندي، حيث كان يقضي وقته في الاستمتاع بالصيد والرماية وتربية الحلزون وتشجيع الاستثمار بصفته رئيسا لمؤسسة روس آند كروماتي.
2005 منحته ملكة بريطانيا وساما نظير خدماته للقطاع المصرفي، حينها تقدم مواطنه الاسكتلندي جيمس غودفيلو، مدعيا انه يملك براءة اختراع بريطانية للصراف الآلي تعود لعام 1966.
2000
كتيب مبيعات حملها شيفرد بارون الى مؤتمر حضره مئات المصرفيين وتركوها وراءهم على المقاعد بعد انتهاء المؤتمر. وحين حمل بارون فكرته الى اليابان قيل له شكرا سنعمل على تطوير اجهزتنا. ومع ذلك سندفع رسوم الحقوق الادبية للفكرة لمدة سبع سنوات.
نقلاً عن جريدة القبس الكويتية - تاريخ النشر : 12 / 6 م 2010م .
assma_rose-
عدد المساهمات : 378
نقاط : 911
تاريخ التسجيل : 27/12/2011
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى